الدوحة –
دشن سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات اليوم رادار متوسط المدى في مطار حمد الدولي، الذي سيُستخدم في رصد وإدارة الحركة الجوية للطائرات القادمة والمغادرة، وذلك خلال حفل أقيم في موقع الرادار، بحضور سعادة السيد باولو توسكي سفير الجمهورية الإيطالية لدى الدولة، والسيد ديفد فازيو نائب الرئيس الأول لشركة ليوناردو الإيطالية، وعدد من مسؤولي الوزارة والهيئة العامة للطيران المدني.
وسيساهم هذا الرادار الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع شركة ليوناردو الإيطالية والمزود بأنظمة ذات خصائص متقدمة ودقيقة، في توفير المعلومات المطلوبة لمراقبي الحركة الجوية، وذلك من خلال تعرف وتتبع الطائرات، بما يعزز من المعرفة الكاملة بحالة الحركة الجوية بهدف تبسيط إدارتها.
وبهذه المناسبة قال سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات: إن هذا التدشين وما سبقه من إنجازات خلال هذه الفترة القصيرة، يعكس مدى التقدم الذي أحرزه مجال الملاحة الجوية القطرية، مما يدعم بناء منظومة طيران مدني رائدة ومستدامة تعتمد أفضل السياسات والممارسات، وأعلى المعايير العالمية في هذا المجال، بهدف الارتقاء بمكانة الدولة على خارطة الطيران العالمي إلى أفضل المستويات من حيث الكفاءة والجودة والتطور، بما يحقق رؤية قطر الوطنية 2030.
وأضاف سعادته: أن استخدام الأنظمة والتقنيات التكنولوجية الحديثة في مجال الملاحة الجوية ساهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لمواكبة احتياجات زيادة الطاقة الاستيعابية في حركة الطيران الذي شهدته الدولة خلال الفترة الماضية، حيث وصل عدد حركات الملاحة الجوية في مطار حمد الدولي، ومطار الدوحة الدولي منذ بدء العمليات التشغيلية لكأس العالم فيفا قطر 2022 حتى نهاية البطولة 26425 حركة جوية بما يعادل إقلاع وهبوط كل دقيقة.
يتمثل الهدف من رادار متوسط المدى في توفير نظام رادار متكامل، يستخدم أحدث التقنيات المتوافقة مع أحدث المعايير الوطنية والدولية، كما سيتيح لوحدات المراقبة الجوية معرفة موقع الطائرة وارتفاعها وسرعتها واتجاهها لحظة بلحظة، لتمكين المراقبين الجويين من توفير المسافات اللازمة للفصل بين الطائرات، وإصدار التعليمات، وضمان الطيران الآمن والفعال للحركة الجوية.
وفي كلمته الافتتاحية لحفل التدشين قال السيد محمد فالح الهاجري، المُكلف بتسيير أعمال الهيئة العامة للطيران المدني: إن تدشين هذا الرادار ما هو إلا دعماً للتقدم الذي تشهده المرحلة واستكمالاً لخطط التطوير المنتهجة، وخطوة جديدة من الخطوات التي نصبو من خلالها إلى تحقيق مستقبل أكثر كفاءة للطيران المدني.
مشيرا إلى أن تركيب العديد من الأجهزة الجديدة والتقنيات التكنولوجية الحديثة يساهم بشكل مباشر في زيادة الطاقة الاستيعابية واستحداث مسارات جوية إضافية تساهم في انسيابية الحركة الجوية للطائرات القادمة والمغادرة.
وأضاف: دعما للكوادر الوطنية تم تدريب مهندسين وفنيين قطريين متخصصين في مجال الرادار للتعامل فنيا مع تقنيات رادار متوسط المدى من خلال ابتعاثهم للتدريب في الشركة المصنعة بإيطاليا كمرحلة أولى، ومن ثم التدريب العملي في موقع الرادار بإشراف مهندسين مختصين شركة ليوناردو.
والجدير ذكره أن رادار متوسط المدى يغطي منطقة تصل إلى 200 ميل، وارتفاع يصل إلى 45000 قدم من سطح الأرض. كما تم ربط هذا الرادار برادار المدى البعيد لتحقيق تكامل انسيابية الحركة الجوية وضمان أمن وسلامة الطيران ومواكبة زيادة الحركة الجوية في المجال الجوي القطري.
ويقوم رادار متوسط المدى بتحديث موقع الطائرات كل 5 ثواني مما يساهم في معرفة موقع الطائرات بدقة عالية، ويساعد المراقب الجوي بتقديم خدمة فصل الطائرات وانسيابية الحركة بكفاءة عالية، بالإضافة إلى ترتيب الأولويات أثناء الإقلاع والهبوط، مما يدعم هبوط وإقلاع ثلاث طائرات في آن واحد باستخدام ثلاث مدارج في مطاري حمد والدوحة الدوليين، بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية لتصل إلى 100 طائرة في الساعة وهذا النظام يطبق لأول مرة في الشرق الاوسط.