الدوحة
تواصل وزارة المواصلات أعمالها في مشروع تحديث الخطة الشاملة للدراجات الهوائية في دولة قطر، حيث تم تنفيذ استطلاعٍ ميداني ضمن المرحلة الثانية من المشروع الذي يأتي في إطار عمل الوزارة لتحقيق أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة التي ترتكز على توفير حياة عالية الجودة من خلال الاستقادة من البنية التحتية المتطورة لقطاع النقل والمواصلات وزيادة استخدامها وتعزيز كفاءتها، وتبني خيارات أكثر استدامة لوسائل النقل، وصولاً لتنفيذ ركائز رؤية قطر الوطنية 2030، بالإضافة إلى تنفيذ المبادرات المستهدفة ضمن الخطة الشاملة للنقل 2050 والتي تشكل خارطة طريق للاستثمار في البنية التحتية للنقل البري، وتحدد الأطر والتوجهات المستقبلية لتطوير شبكات النقل على المستوى الوطني لتحقيق النقل المستدام.
شمل الاستطلاع إجراء مقابلات مع عينة من المواطنين والمقيمين في جميع مناطق الدولة مع التركيز بشكل خاص على المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وذلك بهدف جمع المعلومات والبيانات حول الاحتياجات الحالية والمستقبلية والتحديات المتعلقة باستخدام وسائط التنقل المصغر (الدراجات الهوائية والسكوترات الكهربائية)، والكشف عن أهم العوامل الرئيسية التي تؤثر على استخدام هذه الوسائل وتصنيفاتها مثل استخدامها للتنقل إلى مكان العمل أو مرافق وسائل النقل العام أو بهدف ممارسة الرياضة و الترفيه، بالإضافة إلى حساب متوسط الأوقات والمسافات المقطوعة بهذه الوسائط، فضلا عن تحديد العوائق التي تحول دون استخدامها، أو العوامل والمحفزات التي تشجع على استخدامها.
وتم إجراء المقابلات في 147 موقعاً، بما في ذلك المتنزهات والمناطق السكنية والتجارية والشواطئ والمرافق الرياضية ومناطق التسوق والترفيه ومراكز النقل، والمواقع الثقافية، والسياحية والجامعات. ولضمان شمولية الاستطلاع، استهدفت المقابلات مجموعة متنوعة من المشاركين ذكوراً وإناثًا، من جميع الفئات العمرية، وذلك للوصول إلى فهمٍ شاملٍ لوجهات نظر المستخدمين الحاليين وأوجه تشجيع سكان الدولة للاستخدام الأمثل وتحسين مستويات السلامة المرورية.
وكشف الاستطلاع الميداني من خلال العينة المستهدفة التي تمت مقابلتها عن مجموعة من البيانات والنتائج، حيث تبين أن الدراجات الهوائية هي وسيلة التنقل المفضلة لدى 89% من إجمالي عدد مستخدمي وسائط التنقل المصغر ككل.
كما كشف الاستطلاع أيضاً أن استخدام وسائط التنقل المصغر لغايات الذهاب إلى العمل أو أعمال التوصيل شكل ما نسبته 33.4%، فيما كان استخدام هذه الوسائط لغايات الرياضة والترفيه بلغ 66.6% من المستخدمين.
كما كشف الاستطلاع أن معدل زمن الرحلة باستخدام هذه الوسائط للذهاب إلى العمل أو المدرسة يبلغ 13 دقيقة، بينما يقضي الغالبية 30 دقيقة خلال استخدام هذه الوسائط لغايات الرياضة والتمارين، فيما يستخدم البعض الآخر هذه الوسائط بمعدل 10 دقائق للوصول إلى مرافق ومحطات النقل العام مثل المترو والحافلات، أما معدل زمن الرحلة لغايات الخدمات وأعمال التوصيل يبلغ 8 دقائق.
وحدد الاستطلاع عدد من العوائق تواجه مستخدمي وسائط التنقل المصغر مثل عدم وجود مسارات مفصولة عن حركة مرور السيارات على التقاطعات لضمان استمرارية هذه المسارات وسلامة المستخدمين، وقلة وجود الخدمات المساندة بالقرب من هذه المسارات مثل محطات شحن للدراجات الكهربائية والمواقف مخصصة لها، وكذلك المرافق الخدمية لمستخدميها كمياه الشرب ودورات المياه وغيرها، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالسلامة المرورية، والعوامل الجوية والطقس خصوصاً الحرارة والرطوبة خلال فصل الصيف، إلى جانب الأسباب الأخرى المتعلقة بثقافة المجتمع نحو استخدام الدراجات أو وسائط التنقل المصغرة، فضلا عن خيارات مشاركة هذه الوسائط بشكل مجاني أو أسعار رمزية لتأجيرها ما من شأنه تشجع استخدام الدراجات أو وسائط التنقل المصغرة الأخرى.
وتعتبر هذه البيانات والنتائج ضرورية لتطوير مراحل مشروع تحديث الخطة الشاملة للدراجات الهوائية في دولة قطر وخصوصا مع إتمام المراحل المتبقية من الخطة لوضع المبادرات وتطوير مشاريع البنية التحتية المستقبلية ووضع السياسات والأنظمة لتحسين استخدام وسائط النقل المصغرة مثل الدراجات الهوائية والسكوترات الكهربائية، والتشجيع على استخدامها، بما يضمن توفير خيارات مثلى ومتعددة لشبكة نقل متكاملة ومترابطة ومستدامة.