الدوحة –
افتتح سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي، وزير المواصلات والاتصالات اليوم المؤتمر والمعرض الإقليمي الثاني عشر للمجلس الدولي للمطارات بآسيا والمحيط الهادي، الذي يستضيفه مطار حمد الدولي ويستمر لمدة يومين.
وفي كلمة له أثناء افتتاح المؤتمر، قال سعادة وزير المواصلات والاتصالات، إن دولة قطر مضت خلال العقدين الماضيين بخطوات ثابتة على الساحتين الإقليمية والدولية لتصبح مركزاً للقوى الاقتصادية والسياسية والحضارية في الشرق الأوسط.
وشدد سعادته على أهمية مسألة الربط الجوي بين دول العالم، وذلك انطلاقا من ارتباطها الوثيق بالإنتاجية والنمو الاقتصادي والتجارة العالمية، موضحا أن قطر أصبحت بموقعها المتميز جغرافيا، قادرة على توفير جسر يربط بين الأسواق الأكثر نضـجاً والأسواق الناشئة في المستقبل.
وأشار سعادته إلى أن العمل جار الآن على توسعة مطار حمد الدولي الذي تمكن خلال الأعوام الثلاث الماضية من تنصيب نفسه كمركزٍ عالميٍ فريد من نوعـه، بينما استطاعت الخطوط الجوية القطرية، الناقل الوطني للدولة ان توسع وجهاتها حول العالم، إذ باتت تربط مدينة الدوحة حاليا مع أكثر من 150 وجهة عالمية.
ولفت سعادته إلى الإنجازات التي تم تحقيقها على مستوى توفير البنية التحتية لمطار حمد الدولي ليزيد ويعزز إمكانيات الربط الجوي المنشود، كما اعتمدت دولة قطر على مدار الأعوام الماضية على نهج يهدف إلى تحقيق سـياسة ثنائية للخدمات الجوية، وذلك إيمانا منها بأن المنافسة العادلة تدعم نمو حركة الركاب والمسافرين، وتعمل على تطوير قطاعي الطيران والسياحة، وتساهم في زيادة الإنتاجية للاقتصاد العام عبر زيادة حركة التجارة والنشاط التجاري.
وقال سعادة وزير المواصلات والاتصالات إنه انطلاقا من هذه الأسباب فإن دولة قطر ترحب بجميع المبادرات التي تتيح لشركات الطيران الوصول إلى جميع الأسواق في شتى أنحاء العالم، وتسهم في توفير المزيد من خيارات جداول الطيران وأسعار التذاكر للمستخدم النهائي، وللركاب.
وأكد سعادته أن صناعة السفر الجوي تستحق النظر في قيمتها والاهتمام بالاستثمار فيها، خاصة مع توقعات المجلس الدولي لمطارات آسيا والمحيط الهادي (ACI) بنمو الحركة السنوية للمسافرين إلى ما يقرب من معدل 5 بالمائة في العشـرين سـنة المقبلة.
وأشار سعادته إلى أن صناعة الطيران العالمية تواجه تحديات هامة ومؤثرة، تتمثل في تحديات العصر التي تعجُ بالعديد من التغيرات والمؤثرات الاقتصادية والسياسية، إلى جانب ما يتم فرضه من قيود وحظر في دخول بعض الأسواق، فضلا عن التحديات المتعلقة بالبيئة.
وفيما يتعلق بالجانب البيئي من تلك التحديات، دعا سعادته جميع أعضاء صناعة الطيران إلى السعي باستمرار نحو تحسين أدائهم البيئي والمساهمة بشكل فعلي ومؤثر لمعالجة ظاهرة التغير المناخي.
وأضاف في هذا الصدد أن الخطوط الجوية القطرية ومطار حمد الدولي، يبذلان نشاطا ملحوظا وبارزا في الحفاظ على البيئة، يتجلى في إعلانهما المتواصـل عن الأداء البيئي الذي يؤكد مصداقية اهتمامها بالبيئية على المدى الطويل.
وأشاد سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي، وزير المواصلات والاتصالات، باعتماد المجلس الدولي لمطارات آسيا والمحيط الهادي (ACI) لبرنامج إدارة الانبعاثات الكربونية في المطارات، والذي يعد مبادرة مهمة نحـو تحقيق النمو المستدام في قطاع الطيران، كما أشاد بمستوى التصنيف الذي حققه مطار حمد الدولي في هذا البرنامج.
وذكر سعادته أن الطيران يلعب دوراً رائداً منذ زمن بعيد في دعم الاقتصاديات المحلية والعالمية، ولكـنه نبه إلى أن المطارات أثبتت أيضا بأنها المحرك الدافع والرئيسي لهذه الصناعة الحيوية، نظرا لتطورها ونموها السريع في قـطاع شامل متكامل، وهو ما أدى إلى التوسعات الشاملة في مجال الطيران، "ولهذا فإننا نعتبر مطار حمد الدولي جزءا لا يتجزأ من استراتيجية التنمية طويلة الأجل في دولـة قطر."
وقال سعادته أن مطار حمد الدولي استطاع تحقيق أعلى معدلات الكفاءة والاستيعاب على مدار الأعوام الماضية، مما جعل منه المطار الأسرع نموا على مستوى العالم، إلى جانب حصوله على المرتبة السادسة بين أفضل مطارات العالم بفضل تصويت المسافرين.
وأكد ان العمل على مستوى تطوير خدمات المطار، يتم الآن بشكل جدي على أن تحقق الشركة الحديثة التي ســـتتولى إدارة المطار، زيادة في معدل نمو مطار حمد الدولي، لتحافظ عليه كمركز محوري وعالمي لرحلات الركاب والشحن الجوي، إلى جانب الاستفادة من الفرص الاستثمارية في المطارات العالمية الأخرى.
يشار إلى أن "المجلس الدولي للمطارات لمنطقة آسيا والمحيط الهادي" يتألف من الرؤساء التنفيذيين لـ 22 مطاراً عضواً، فيما يتكون "مجلس إدارة المجلس الدولي للمطارات" من الرؤساء التنفيذيين لــ 28 مطاراً عضواً يتم ترشيحهم من قبل مجلس إدارة المجلس الإقليمي الدولي للمطارات بما في ذلك سنغافورة- تشانغي وهونغ كونغ ولوس أنجلوس وامستردام- هيثرو، وباريس وإسطنبول وتورنتو وبكين وسيدني.
ويجتمع المجلس مرتين في السنة ولديه سلطة اتخاذ القرارات في كل ما يخص المواضيع ذات الصلة بتعزيز المصالح المشتركة بين المطارات وتشجيع التميز المهني لإدارة وعمليات المطارات.
ويتم استضافة المؤتمر والمعرض الإقليمي للمجلس الدولي للمطارات بآسيا والمحيط الهادي، سنوياً من قبل المطارات العالمية، ويحظى باهتمام قادة صناعة الطيران والذين يناقشون عددا من المواضيع الرئيسية التي تخص هذه الصناعة من خلال جولة من المباحثات المهمة، حيث يتم عرض المنتجات المبتكرة والخدمات الحائزة على جوائز ضمن المعرض المصاحب لهذا المؤتمر.