سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ,
فخامة الرئيس بول كاغامي
رئيس جمهورية رواندا ,
أصحاب المعالي والسعادة ,
السيدات والسادة ,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أرحب بكم جميعا وأشكركم على تواجدكم معنا اليوم في افتتاح مؤتمر ومعرض قطر لتكنولوجيا المعلومات – كيتكوم 2019 تحت شعار مدن آمنة وذكية , واجتماع المجموعة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن، والتي يعبر انعقادها عن حرص القيادة الرشيدة لدولة قطر على دعم مسيرة التحول الرقمي في الدولة وخلق مجتمع رقمي وتعزيز قدرة أفراده على المشاركة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة بما يواكب الطفرة الرقمية الكبيرة التي يشهدها العالم ويسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية إلى الأمام.
الحضور الكرام ،
لا يخفى عليكم جميعا الأهمية المتزايدة لتطبيق مفهوم المدن الذكية عالمياً خاصة مع تزايد عدد سكان العالم مما سيكون له تأثيركبيرعلى القضايا والتحديات الكبرى التي تواجه المجتمع الدولي والتي تحتاج إلى حلول مبتكرة وذكية تتلخص في مفهوم المدن الذكية.
فعلى صعيد الاقتصاد العالمي أصبح للمدن الذكية وتقنياتها دورٌ كبير ٌ في النمو الاقتصادي حيث تشير التقديرات إلى أن استخدام تقنيات الجيل الخامس سيساهم في توفير حوالي 160 مليار دولار عالمياً من خلال ترشيد استهلاك الطاقة وتطوير الخدمات الأمنية، وتطوير خدمات النقل والمواصلات وتحقيق الاستدامة.
وتشير التقديرات الى أن القيمة الاقتصادية لإنترنت الأشياء (IoT) ستصل إلى ما يقارب 11 تريليون دولار سنويًا بحلول العام 2025 عالميا،
أمّا على مستوى البيئة وتعزيز نمط الحياة
حضرة صاحب السمو ,
السيدات والسادة ,
لقد كانت قطر في طليعة الدول التي تنبهت لأهمية ومزايا المدن الذكية حيث بدأت بالفعل في تعزيز بنيتها التحتية وتعزيز جودة الانترنت لتصبح أول دولة في العالم تطلق خدمات الجيل الخامس 5G كما شرعت الوزارات والهيئات الحكومية في تبني أحدث التقنيات وأنظمة العمل التي من شأنها تحسين جودة الخدمات المقدمة للجمهور وتطويرها وتعزز من نمط حياة الأفراد في المجتمع القطري.
ولا يقتصر دور قطر على تعزيز استخدام تقنيات المدن الحديثة فقط ولكن يمتد ليشمل دعم البحث العلمي والابتكار في مجال الصناعة الرقمية ودعم رواد الأعمال وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر في المجال الرقمي وتوفير الدعم اللازم من خلال عدة مؤسسات ومبادرات من بينها حاضنة الأعمال الرقمية بوزارة المواصلات والاتصالات.
واستمراراً لتلك الجهود والمبادرات وفي إطار عمل الحكومة القطرية للإسراع في تحقيق جميع ركائز رؤية قطر الوطنية 2030 وتحقيق أهداف التنمية الشاملة المستدامة أطلقنا برنامج قطر الذكية "تسمو" والذي سيقوم بضخ استثمارات ضخمة في مجال تطوير البنية التحتية الرقمية.
كما تم الانتهاء من استراتيجية قطر الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مركز قطر لبحوث الحوسبة وبمشاركة عدد من كبار الخبراء من الجامعات العالمية، وتعد هذه الاستراتيجية الأولى من نوعها بين الحكومة ومركز بحثي، والتي تهدف للتحول إلى الذكاء الاصطناعي وتسخيره لتأمين مستقبل قطر الاقتصادي والاستراتيجي على نحو ما ترمي إليه رؤية قطر الوطنية 2030.
ولقد بدأت قطر بالفعل في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة على مختلف المستويات جراء استخدام التقنيات الذكية حيث ساهمت هذه التقنيات في تطوير الحركة المرورية والمساهمة في تطوير قطاع الرعاية الصحية وقطاع التعليم ليصل للمرتبة الأولى عربياً والخامسة عالمياً، كما تم تجهيز المنافذ الرئيسية للدولة مثل ميناء حمد ومطار حمد بأحدث الحلول والتقنيات الذكية.
كل هذه المؤشرات وغيرها تعكس نمو الاقتصاد القطري وقوته واستقراره وقدرته على التنافس عالميا وهو ما أكدته تقارير اقتصادية عالمية حيث حلت قطر في المرتبة 29 عالميا في تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي والمرتبة الـ 41 عالمياً في مؤشر استقرار الاقتصاد الكلي كما حلت قطر في المركز 21 عالمياً في مؤشر البيئة التمكينية والمرتبة الثامنة عالميا في مجال الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
الحضور الكرام ،
إن تطوير مفهوم المدن الذكية وتقنياتها صاحبه تطور في شكل وحجم التحديات التي تواجه تطبيق هذا المفهوم ومن أهمها التحديات الأمنية خاصة مع تنامي ظاهرة الجريمة الالكترونية والقرصنة على المستوى العالمي وفي منطقة الشرق الأوسط خاصة وهو الأمر الذي عانت منه دولة قطر مؤخراً حيث كانت ضحية لقرصنة إلكترونية شكلت غطاء لإحداث أزمة إقليمية مصطنعة أدت إلى زيادة التوتر في المنطقة.
وقد وضعت قطر مواجهة هذه التحديات ضمن أولوياتها فأطلقت في عام 2014 الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني لحماية البنية التحتية للمعلومات الحيوية الوطنية وتعزيز ثقافة الأمن السيبراني وتطوير الإمكانيات والكوادر الوطنية المتخصصة.
ولطالما التزمت دولة قطر بتعزيز أمن المعلومات داخل الدولة وتشجيع التعاون الدولي على مكافحة الجريمة السيبرانية حيث وجه سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي يبحث سبل تنظيم هذا الموضوع في القانون الدولي وأكد سموه على استعداد دولة قطر لاستضافة هذا المؤتمر برعاية الأمم المتحدة وبذل كافة الجهود مع الشركاء الدوليين لإنجاحه.
ومن هذا المنطلق، تتشرف الدوحة باستضافة " اجتماع المجموعة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن" بالتزامن مع كيتكوم 2019 لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي والعالمي، وزيادة الوعي بقضايا الأمن السيبراني وتداعياتها وتأثيراتها حيث تسعى دولة قطر إلى تعزيز تعاونها الإقليمي والدولي لتوفير بيئة سيبرانية آمنة وقوية.
ومن المنطلق نفسه كان توجه مؤتمر ومعرض قطر لتكنولوجيا المعلومات لتبني شعار "مدن آمنة وذكية" مسلطاً الضوء على تلك التحديات الأمنية ومحاولاً إيجاد الحلول اللازمة لمواجهتها.
السيدات والسادة،
يسعدنا أن ننظم النسخة الأولى من "أكسبو الدوحة للمدن الذكية" بصورة حصرية خلال كيتكوم 2019، وذلك بالتعاون مع منظمة "فيرا دي برشلونة" وهي الجهة المنظمة للمؤتمر العالمي إكسبو المدن الذكية وبمشاركة عدداً من المتحدثين المتخصصين في مجالات ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتخطيط العمراني.
ختاماً ، أتقدم بالشكر الجزيل لسيدي حضرة صاحب السمو الشيخ/ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، لرعايته الكريمة لهذا الحدث،
واسمحوا لي أن أتوجه بخالص الشكر لكل من شارك وساهم في هذا الحدث العالمي من رعاة وعارضين كما أتوجه بالشكر والتقدير لوفود الدول التي تتشرف قطر باستقبالهم خلال فترة المعرض، متمنياً لهم طيب الإقامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.