الدوحة –
شاركت دولة قطر في المناقشة المواضيعية الرفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة حول “التعاون الرقمي والقدرة على الاتصال الالكتروني”، والتي عقدت عن بعد.
وقال سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات، في كلمة دولة قطر خلال هذه المناقشة، إن “دولة قطر تتوجه ببالغ الشكر والتقدير لسعادة رئيس الجمعية العامة على عقد هذا الاجتماع حول موضوع يحظى بأولوية، خاصة خلال هذا المنعطف الحاسم الذي لا يزال فيه عالمنا يرزح تحت وطأة تداعيات جائحة فيروس /كورونا/ التي أبرزت الطابع الملح، والأهمية الحاسمة للاتصال الالكتروني، وإسهام التكنولوجيا الرقمية بمواجهة مخاطر هذا الوباء، وبذل الجهود لسد الفجوة الرقمية”.
وأضاف إن دولة قطر تولي أهمية بالغة لتعزيز الجانب الإيجابي لاستخدام التكنولوجيا المبتكرة، وخطت خطوات كبيرة في عالم التحول الرقمي وتطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما اتخذت دولة قطر العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز البحوث والتطوير وزيادة القدرة التنافسية للدولة ومواكبة أحدث المهارات الرقمية.
وأشار سعادة الوزير إلى أنه في ضوء الفرص والإمكانات الهائلة التي تتيحها التكنولوجيا الرقمية، فقد ساهم استثمار دولة قطر في هذا المجال من تقديم حلول مبتكرة ومرنة، مكنت الدولة من اتخاذ تدابير عاجلة وفعالة لاحتواء وباء فيروس /كورونا/ والتخفيف من آثاره، وعملت بشكل حثيث لضمان إتاحة الخدمات العامة عن بعد ودون انقطاع على نحو فعال وبكفاءة.
وأكد أنه في إطار الوتيرة المتسارعة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، تسعى وزارة المواصلات والاتصالات بدولة قطر، عبر برامجها ومبادراتها المختلفة وعلى رأسها برنامج قطر الذكية “تسمو” وبرنامج حكومة قطر الرقمية، إلى بناء قطاع نشط وآمن يسهم في تعزيز اقتصاد وطني متنوع، وتطوير مجتمع رقمي يحصل جميع أفراده على فرص متساوية في الوصول للتكنولوجيا ومواكبة المهارات الرقمية وصولا الى بناء قطر الذكية.
وأشار إلى سعى واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والتي تعد مركزا رائدا حاضنا لمشاريع التكنولوجيا المبتكرة، إلى دعم البحوث والابتكار وروح الريادة، وقد ساهمت في تمكين دولة قطر من المنافسة في مجال التكنولوجيا.
وأوضح سعادة وزير المواصلات والاتصالات أنه في إطار الدور المحوري للتكنولوجيا واستخدامها للتعجيل بإنجاز خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وبما يحقق منفعة الجميع، وأهمية التعاون الرقمي لبلوغ هذا الهدف، فإن دولة قطر تؤكد على أهمية خارطة الطريق التي وضعها الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التعاون الرقمي، التي تشكل أساسا متينا لمعالجة الثغرات التي تعتري التعاون الرقمي العالمي، واغتنام الفرص التي تتيحها التكنولوجيا.. وتثمن دولة قطر وتدعم العمل الذي يضطلع به الفريق الرفيع المستوى المعني بالتعاون الرقمي.
وأشار إلى أن دولة قطر كانت سباقة ومستثمرا مؤسسا في تجربة رائدة تتمثل في شبكة مختبرات تسريع أهداف التنمية المستدامة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، التي تقوم حاليا بتقديم تدابير وحلول مبتكرة للتحديات الحالية الناجمة عن انتشار الوباء من خلال استخدام التكنولوجيا والابتكار، ولقد خصصنا مساهمة متعددة السنوات بإجمالي 20 مليون دولار لدعم هذه المختبرات.
ونوه إلى أن معهد قطر لبحوث الحوسبة، الذي يقدم حلولا قيمة للتحديات التكنولوجية ويدعم بناء القدرات الابتكارية والتقنية لدولة قطر، وقع مذكرة تفاهم مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحدد إطارا للتعاون لبناء قدرات المختبرات في مجالات علوم البيانات والذكاء الاصطناعي.. مشيرا الى أن تعزيز التعاون الرقمي هو مسألة مركزية لا غنى عنها لضمان الاستفادة من التقدم العلمي في مجال تكنولوجيا المعلومات لتحقيق التنمية والازدهار، وإتاحة الوصول إليها على نحو متساو لجميع الدول، والتصدي للحواجز الحالية الماثلة أمام الشمول الرقمي.
واختتم سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات بالقول إن دولة قطر لن تألو جهدا لمواصلة تعزيز الجانب الإيجابي لاستخدام التكنولوجيا المبتكرة والتحول الرقمي لتحقيق مجتمع معلومات محوره الإنسان، وشامل للجميع وموجه نحو التنمية ودعم المساعي المبذولة إلى تحقيق التنمية المستدامة والشاملة للجميع.