الدوحة-
وتهدف المناورات السيبرانية التي تنظمها وزارة المواصلات والاتصالات سنويا إلى رفع كفاءة وجاهزية مختلف المؤسسات والشركات في قطر للتصدي للهجمات السيبرانية، تحقيقاً لأهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني في تطوير وصقل الإمكانيات الوطنية للأمن السيبراني عبر تطوير قوى عاملة مهنية في هذا المجال والحفاظ عليها، وتعزيز الجاهزية والاستجابة للحوادث والهجمات الإلكترونية، وحلها، والتعافي منها؛ من خلال التعاون وتداول المعلومات في الوقت المناسب واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وقال سعادة جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات إنه ونظراً لأهمية الفعاليات التي تستضيفها وتقيمها دولة قطر، وفي مقدمتها استضافة مونديال قطر 2022، وأهمية تحقيق الأمن السيبراني أثناء إقامة تلك الفعاليات، تأتي المناورة السيبرانية السادسة هذا العام تحت عنوان «تأمين الفعاليات الكبرى من منظور الأمن السيبراني»، حيث تهدف المناورة السيبرانية الحالية إلى رفع كفاءة وجاهزية مختلف المؤسسات والشركات في قطر للتصدي للهجمات السيبرانية خاصة أثناء إقامة الفعاليات، كما ستسلط الضوء على أهمية الإجراءات الوقائية الاستباقية ضد الهجمات السيبرانية، والاستجابة الافتعالية للحوادث السيبرانية، بالإضافة إلى أهمية التقييم والمتابعة بعد التعافي منها لتطبيق الدروس المستفادة، خاصة أن هذه المناورات التي تقوم بها وزارة المواصلات والاتصالات سنوياً تسعى لقياس النضج لدى المؤسسات في الدولة في كيفية حماية أصولها الإلكترونية نظراً لما تشكله تلك الأصول من أهمية قصوى في الوقت الحالي ومعالجة أي جوانب ضعف في الأمن الإلكتروني.
وقال في تصريحات صحفية بعد جولة تعرف خلالها على سير العمل في «نجم 6» إن المناورة السيبرانية «نجم 6» تعتبرالأكبر منذ انطلاقتها في 2013، حيث تم تطوير آلية تنفيذ المناورات خلال السنوات الخمس الماضية، لتشمل هذا العام مشاركة 95 مؤسسة وجهة حكومية وخاصة، تمثل 11 قطاعاً في مختلف المجالات الاقتصادية والمالية والمؤسسية، في مقدمتها؛ القطاع الحكومي والقطاع المالي وقطاع الطاقة وقطاع المواصلات وقطاع الصحة وقطاع التعليم وقطاع الرياضة وقطاع الاتصالات وقطاع الضيافة وقطاع الإعلام، وقطاع مزودي خدمات تكنولوجيا المعلومات.
واوضح ان نسخة هذا العام تمتاز أيضا بكونها تفتح المجال لأول مرة أمام مشاركة القطاع الخاص، وذلك لما يشكله هذا القطاع من أهمية في سلسلة توريد المعدات وتقنية المعلومات، ولدوره الحيوي في تحقيق الأمن السيبراني من خلال تعزيز الحماية وضوابطها، ولا أحد ينكر الدور الكبير الذي لعبه القطاع الخاص في تجاوز الحصار بنجاح فيما يتعلق بسلسلة التوريد، مما جعل الأهمية متزايدة لتعزيز اجراءات الحماية التي يقوم فيها في توفير هذه السلسلة بصورة فورية.
إلى جانب ذلك، سيتم إشراك ليس مشغلي التكنولوجيا فقط في إجراء المناورات السيبرانية، بل العاملين في الإدارات والقطاعات المساندة أيضاً، كالموارد البشرية والإدارة المالية، والإدارة القانونية وإدارة الاتصال وغيرها، بهدف تنفيذ المناورة على قواعد مؤسسية سليمة، وتحقيق الأمن السيبراني من خلال التعاون بين مختلف الجهات والقطاعات، والتأكيد على أن نجم 6 هذا العام مناورة مؤسسية وليس مناورة لنظم المعلومات فحسب.
وتتميز المناورات السيبرانية في قطر، بأنها تصمم وتنفذ بخبرة كوادر قطرية، ومن دون الاستعانة بأي شركات استشارية، حيث يقوم فريق الأمن السيبراني بالوزارة بتصميم نماذج التمارين بما يتناسب ومتطلبات كل قطاع من القطاعات المشاركة في المناورة، ولا تهدف هذه المناورات إلى المنافسة بين المؤسسات المشاركة، وإنما تهدف إلى التقييم والاختبار الذاتي للإجراءات والعمليات التي تعتمدها المؤسسات لتحديد المسار الصحيح لتطويرها وتحسينها.
وقال الوزير إن مناورات نجم 6 لم تتطرق لكيفية التعرف على الهجمات الالكترونية والتعافي منها فقط ، وانما التمكن من التصدي للهجمة ومعرفة مقدار الخسائر التي نجمت عنها والمعلومات التي استخدمت في الجريمة المعلوماتية، مشيرا للتجارب العملية والواقعية لهجمات سيبرانية التي تم الاستفادة منها والتوصل لسيناريوهات تطرق كل واحد منها لطريقة معينة في المعالجة .
وتركز الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني على ثلاثة عناصر مهمة، وهي العنصر البشري والعنصر الإجرائي والعنصر الفني، وتسعى المناورات السيبرانية هذه إلى تحقيق التوازن في تطبيق تلك العناصر الثلاثة، بهدف تحقيق الأمن السيبراني وحماية الأنظمة.