الدوحة - قطر
أكد سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات، خلال ورشة عمل عقدتها شركة سكك الحديد القطرية (الريل) بحضور فريق الإدارة العليا ومدراء المشاريع ومستشاري إدارة المشاريع، بهدف مراجعة سير الأعمال في مشاريع (الريل) وأهم التحديات والمعوقات وسبل تجاوزها والفرص المتاحة وذلك لتسريع وتيرة تقدم العمل وضمان الالتزام بتسليم المشاريع ضمن الجداول الزمنية المحددة، أكد على ضرورة إعداد قائمة بالأولويات التي تلعب دوراً محورياً في تسليم مشروع مترو الدوحة في الوقت المحدد له، وقد أجمع المشاركون على أهمية تلك المخرجات ويجري العمل على تنفيذها حالياً.
وخلال الورشة كشفت شركة (الريل) عن إنجاز نحو 62 % من مشروع المترو وفقاً للجدول الزمني المقرر، مشيرة إلى أنه تم العمل لأكثر من 280 مليون ساعة عمل كما ان جميع الشركات العاملة بالمشروع باشرت في الأعمال الكهرو ميكانيكية.
قد توجه سعادته بالشكر للإدارة العليا في شركة الريل وفريق العمل على الإنجازات التي تحققت حتى الآن، وأعرب عن ثقته في أن الفريق سيسلم المشروع في الموعد المحدد وضمن الموازنة المقررة.
وأكد سعادته الأهمية التي يكتسبها مشروع مترو الدوحة حيث سيمثل العمود الفقري لنظام متكامل للنقل العام لمدينة الدوحة. كما أشار إلى أن هذه المشاريع ستسهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 مما سيضع البلاد في قائمة الدول التي تتمتع بمرافق نقل عام حديثة ومستدامة.
وقال سعادته: أن المبادرات الاستراتيجية مثل ورشة العمل تشير إلى الالتزام الجاد من قبل شركة الريل ووزارة المواصلات والاتصالات للسعي المستمر نحو التطوير واعتماد أفضل الممارسات التي تهدف إلى تنفيذ مشاريع ناجحة على صعيد البنية التحتية لقطاع النقل.
وأضاف سعادته: أن المتابعة الحثيثة والعمل الوثيق مع معالي رئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس إدارة شركة سكك الحديد القطرية (الريل) كان لهما الأثر الأكبر في المبادرات الطموحة التي قامت بها شركة الريل لمواصلة تعزيز الأداء كما من شأنها أن تؤهل الشركة لتشكل نموذجاً يحتذى به على صعيد الشفافية والحوكمة والالتزام نحو تسليم المشاريع.
بدوره قال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الريل المهندس عبد الله السبيعي: نحن فخورون بالتقدم الذي تم إحرازه في المرحلة الأولى من مشروع مترو الدوحة والذي تقارب نسبته 62 % من التقدم الكلي، حيث تم بذل ما يزيد على 280 مليون ساعة عمل وجميع حزم المشاريع العشرة والتي تتولى الأعمال المدنية العمل بالمرحلة الثانية من المشروع والتي تتضمن التشطيبات الكهرو ميكانيكية والمعمارية في المحطات البالغ عددها 37 محطة والذي يعد إنجازا هاما في هذا المشروع الاستراتيجي.
وأضاف: قمنا بإتمام سكة الاختبارات التجريبية والبالغ طولها أربعة كيلومترات ضمن الخط الأحمر والعمل جار لتجهيز مستودع الصيانة الرئيسي في راس بو فنطاس وذلك تمهيداً لبدء وصول القطارات قبل نهاية هذا العام، مشيراً إلى أن نحو 95 % من الأعمال المدنية تم إنجازها ومن المقرر إتمامها بالكامل بحلول نهاية العام، كما أن العمل قائم على تركيب خطوط السكك الحديدية وسيتم إجراء الاختبارات التجريبية في الخط الأحمر في شهر نوفمبر المقبل.
وتعزى هذه الإنجازات الهامة والتي سجلت في النصف الأول من هذا العام لمنهجية العمل الفعالة التي تم اتباعها حيث تم اعتماد مسار سريع لإرساء الأعمال الكهرو ميكانيكية والتشطيبات المعمارية وتنفيذ الخطط الاحترازية على الصعيد المتعلق بمقاول الأنظمة. وهذه الاستراتيجية من شأنها ضمان جاهزية غرف التقنية والتحكم لنظام السكك الحديدية في المحطات والتي بدورها ستتيح فرصة البدء المبكر بعمليات التشغيل التجريبي.
كما شهدت الفترة الماضية تعاونا وثيقا مع الإدارة العامة للدفاع المدني بخصوص أنظمة السكك الحديدية وطبيعة المرافق الواقعة تحت الأرض وذلك عن طريق تنظيم زيارات عدة قبل مرحلة الفحص النهائي وستظل هذه الزيارات عاملا أساسيا للحصول على التصاريح المطلوبة في الوقت المحدد. والجدير بالذكر بان جميع العقود المدنية قد حصلت على موافقة التصاميم DC1.
من جانبه قال دانيال ليكل، رئيس تنفيذ البرامج في شركة الريل «إن معدل التقدم في المشروع ملحوظ جداً. ويعمل حالياً أكثر من 52 ألف شخص في المرحلة الأولى من مشروع المترو، ومعدل تكرار الحوادث (AFR) هو 0.036 وهو على الأرجح أدنى مستوى تم تحقيقه في مثل هذا النوع من المشاريع الضخمة، وذلك بفضل اعتماد نظام صارم للصحة والسلامة وتكريس جهود جميع القائمين على المشروع لتدريب وتثقيف والإشراف على القوى العاملة. فمنذ البداية، تتصدر السلامة قائمة أولوياتنا».
وتعد هذه الورشة الأولى ضمن سلسلة من ورش العمل التي تهدف من خلالها شركة الريل لخلق أرضية مشتركة لجميع المقاولين العاملين في المشروع ومنبرا للنقاش البناء والهادف لطرح المسائل الهامة المتعلقة بتقدم المشروع بشفافية تامة ليتم لمعالجتها. وسيتم خلال هذه الورش الخروج بتوصيات ومتابعة تنفيذها مع المقاولين لضمان تحقيق الأهداف التي تم وضعها لتسليم المشروع ضمن الإطار الزمني المحدد وتفادي أي معوقات محتملة.
ومن المتوقع ان يتم إنجاز العديد من الاعمال قبيل نهاية العام الحالي، فمن المتوقع وصول أول مجموعة من القطارات والمؤلفة من أربعة قطارات من اليابان قبل نهاية العام 2017. وكذلك تم تعيين ثلاث محطات من أصل 37 محطة مترو على أنها «محطات نموذجية» وهي: الدوحة الجديدة، والقصار والمنطقة الاقتصادية، ومن المتوقع أن تكون جاهزة للتفتيش النهائي من قبل الدفاع المدني بحلول ديسمبر 2017.
وكذلك من المتوقع أن يبدأ الاختبار والتشغيل التجريبي خلال الربع الرابع من عام 2017، والانتهاء من جميع المحطات الثلاث المرتفعة فوق الأرض للمترو والتابعة للخط الأحمر جنوب بنهاية ديسمبر 2017.
والجدير بالذكر أن شركة الريل أطلقت في نهاية عام 2016، برنامج فعالية الأعمال والذي يتكون من أربع ركائز وهي: تسليم البرنامج في الوقت المحدد، ضمن حدود الميزانية وبالجودة المطلوبة؛ الاستدامة المالية والتشغيلية؛ الكفاءة التنظيمية؛ وبناء القدرات الوطنية.
وبهذا الشأن ذكر المهندس السبيعي أن تركيز شركة الريل في العام 2017 ينصب على تنفيذ وتحقيق أهداف برنامج فعالية الأعمال لضمان الجاهزية التشغيلية، وتعزيز التواصل مع الإدارة العامة للدفاع المدني والتعاون الوثيق مع كافة الهيئات والجهات المعنية الأخرى، وتنفيذ استراتيجيات الإيرادات وخاصة فيما يتعلق بمحلات التجزئة، والإعلانات، وحقوق تسمية المحطات والتطوير العقاري فوق المحطات.
نظرا لكونه الأول من نوعه كمشروع للبنية التحتية في دولة قطر، سيخضع مشروع مترو الدوحة لعملية مراجعة وتفتيش شاملة ودقيقة من قبل الجهات المختصة. وكجزء من الجهود الرامية إلى بناء جسور الثقة وإنجاز المشروع وتسليمه في الوقت المحدد واعتماد الشفافية في العمل، شرعت شركة الريل في تنفيذ مبادرة لإتاحة الفرصة لهذه الجهات للقيام بالتفتيش المبكر، وكان تطوير مفهوم المحطة النموذجية جزءا لا يتجزأ من هذه المبادرة.
وقد تم تحديد ثلاث من محطات المترو الـ 37 للمرحلة الأولى على أنها "محطات نموذجية" وستعمل كمرجع لجميع المحطات لتسهيل عملية التفتيش والترخيص ولتدارك أي متطلبات أو ملاحظات قد تطرأ أثناء هذه المرحلة بحيث يتم معالجتها في المحطات الأخرى وهذه المحطات هي محطة القصار وهي تابعة للخط الأحمر تحت الأرض، ومحطة الدوحة الجديدة التابعة للخط الأحمر جنوبا تحت الأرض، ومحطة المنطقة الاقتصادية التابعة للخط الأحمر جنوبا فوق الأرض.
وقد شهدت أول محطة نموذجية "القصار"، تقدما ملحوظا في الأعمال المدنية والإنشائية حيث تم إنجاز ما تقارب نسبته 98 % في الشهر الماضي. وقد تم إتمام بناء مدخل المحطة والعمل جار حالياً لإتمام التشطيبات المعمارية الداخلية والمباشرة في تركيب واجهات الجدران الداخلية.
وبالنسبة للمحطة الثانية، وهي "الدوحة الجديدة"، فقد تم تركيب قضبان السكك الحديدية فيها، ويجري تجهيز غرف المعدات والنظم. كما تم تسليم الدفعة الأولى من السلالم المتحركة إلى الموقع للتركيب بينما توشك أعمال الخرسانة الإنشائية على الانتهاء وقد أنجزت ممرات المشاة إنشائيا وقد تم ذلك دون تعطيل تدفق حركة المرور على طريق المطار الواقع أعلاه. كما أن التشطيبات المعمارية للمحطة وصلت لمرحلة متقدمة.
كما شهدت المحطة النموذجية الثالثة، "المنطقة الاقتصادية"، تقدماً ملحوظاً، حيث بلغت نسبة إكمالها حاليا 78 %. وفي نهاية يونيو الماضي تم الانتهاء من الأعمال المدنية والإنشائية في حين أن التشطيبات المعمارية الداخلية جارية والعمل جار على الجدران العلوية وتركيب أسقف المبنى الرئيسي والذي أنجز بنسبة 80 % وإتمام 70 % من الواجهة الزجاجية للمحطة وقد تم تركيب قضبان السكك الحديدية داخل المحطة، ويجري تجهيز غرف المعدات والنظم. وقد تم تركيب السلالم المتحركة العشرة بالكامل. وتم إنجاز جسور المشاة إنشائياً والعمل جار على الواجهة الخارجية. كما تم التواصل مع الدفاع المدني لبدء التفتيش المسبق ومن المقترح أن تتم الزيارة الأولى للموقع في 15 يوليو الحالي.