الدوحة –
بحضور سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات وعدد من المسؤولين، نظمت وزارة المواصلات والاتصالات المناورة السيبرانية الوطنية الثامنة "نجم- 8" وذلك استكمالا لسلسلة التمارين الوطنية التي بدأها قطاع الأمن السيبراني بالوزارة في 2013 بهدف رفع كفاءة وجاهزية مؤسسات الدولة المختلفة للتصدي للهجمات السيبرانية.
وتحت عنوان "الدفاعات السيبرانية الوطنية: اعرف نفسك" تناولت نسخة هذا العام من المناورة والتي عقدت عن بعد تماشيا مع الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، مواضيع تقنية أساسية مثل التصاميم الأمنية للتقنيات وآليات الحماية المطلوبة من خلال نمذجة التهديدات السيبرانية التي تواجه المؤسسات وبالتالي العمل على صدها ومساعدة المؤسسات على فهم جاهزية دفاعاتها للتصدي للتهديدات السيبرانية التي قد تترصد بها.
وتأتي المناورة السيبرانية التي يطلقها قطاع الأمن السيبراني بوزارة المواصلات والاتصالات سنويا في إطار تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني في تطوير وصقل الإمكانيات الوطنية في مجال الأمن السيبراني عبر تطوير قوى عاملة مهنية في هذا المجال والحفاظ عليها، وتعزيز الجاهزية والاستجابة للحوادث والهجمات الإلكترونية، وحلها، والتعافي منها؛ من خلال التعاون وتداول المعلومات في الوقت المناسب واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وبهذا الصدد، قال السيد/ عثمان سالم الحمود المكلف بمهام وكيل الوزارة المساعد لشؤون الأمن السيبراني بوزارة المواصلات والاتصالات أن" المناورات السيبرانية تهدف الى الوقوف على حالة الوضع الأمني السيبراني لدى المؤسسات في الدولة وقياس مدى جاهزيتها ونضجها في كيفية حماية أصولها الإلكترونية ومرونتها في مواجهة التهديدات السيبرانية فضلا عن معالجة أية جوانب ضعف في الأمن الإلكتروني."
وأضاف الحمود " تعد نسخة هذا العام من المناورة الأعلى من حيث عدد المشاركين في تاريخ المناورات السيبرانية والتي امتدت لثمان سنوات، حيث بلغ عدد الجهات المشاركة أكثر من 100 مؤسسة حيوية في الدولة، وأكثر من 1000 شخص ممثل لتلك الجهات التي تنتمي إلى قطاعات البنية التحتية الحيوية، بزيادة بلغت قرابة 27% مقارنة بعدد المؤسسات التي شاركت في العام الماضي."
وتنوعت سيناريوهات ونماذج النسخة الثامنة من المناورة والتي تم تصميمها وهندستها من قبل خبراء فريق قطاع الأمن السيبراني بالوزارة لتناسب متطلبات القطاعات المشاركة واختبار جاهزيتها، متضمنة عددا من الموضوعات الهامة من بينها استمرارية وتسيير الأعمال خلال جائحة كورونا والتركيز على العنصر البشري ودوره الرئيسي خلال هذه الجائحة وتأثير أي انقطاع فيه على تسيير أعمال المؤسسة.
ومن جانبها قالت المهندسة نوره يوسف العبدالله مديرة إدارة حماية البنية التحتية للمعلومات الحيوية في قطاع الأمن السيبراني بالوزارة أن "نجم -8" أتت استكمالا لسلسلة الدفاعات السيبرانية الوطنية التي بدأت عام 2018 عبر "نجم-6" والتي حملت عنوان (تأمين الفعاليات الكبرى)، و "نجم-7" والتي كانت تحمل عنوان (أعرف خصومك).
وأشارت العبدالله إلى أن مناورة هذا العام تميزت بعنصرين أساسيين هما : التركيز بشكل مكثف على تحديد المؤسسات لأنظمتها وقدراتها على حمايتها وذلك بالاعتماد على المفاهيم والتمارين والتقنيات التي تمت خلال الأعوام السابقة، والتكامل التام بين تمارين العمليات والتقنيات اتماما للتكامل الجزئي العام الماضي، وذلك لتعزيز التعاون والجاهزية المشتركة للمؤسسة الواحدة للتصدي للمخاطر والتهديدات السيبرانية. والعنصر الآخر هو انعقاد مناورة سيبرانية وطنية بهذا العدد والحجم من المشاركين عن بعد، وهو ما يعد إضافة قيمة تسهل على الدولة والجهات الحيوية التعامل مستقبلاً مع الأزمات التي قد تحول دون إمكانية التجمع في مكان واحد لإدارة الأزمات السيبرانية.
جدير بالذكر أن مناورة هذا العام تمت عن بعد عبر منصة المناورات السيبرانية الوطنية المتاحة فقط للمؤسسات المشاركة عبر البوابة الإلكترونية للمناورات السيبرانية الوطنية، مع وجود اتصال مباشر وحي ومستمر مع الفرق المشاركة للإجابة على الاستفسارات وحل المشاكل التقنية إن وجدت طوال فترة المناورة. كما أن دولة قطر تعد من الدول الرائدة في إجراء المناورات السيبرانية الوطنية والتي تمت الإشادة بها في العديد من المحافل الإقليمية والدولية.
ولتحضير وإعداد المشاركين في المناورة، نظم قطاع الأمن السيبراني الأسبوع الماضي مجموعة من ورش العمل والشروحات التقنية لمختلف المؤسسات المشاركة بغية دعم هذه المؤسسات وإثرائها بالمعرفة اللازمة لحل سيناريوهات المناورة فضلا عن الرد على جميع الاستفسارات المتعلقة بـ"نجم 8" من قبل المشاركين.
وفي سياق متصل، وعلى هامش المناورة، كرم سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات الفائزين على المستوى الوطني في مسابقة "صد الثغرات 2020" التي نظمتها وزارة المواصلات والاتصالات بالتعاون مع المركز العربي الإقليمي للأمن السيبراني التابع للاتحاد الدولي للاتصالات في أغسطس الماضي.