الدوحة –
حظيت الزيارة التفقدية التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، لنموذج قطار مترو الدوحة وقطار ترام لوسيل، نهاية الأسبوع الماضي، وتوجيهات سموه بالإسراع بتنفيذ المشروعات وفق الجدول الزمني المحدد لها، بترحاب كبير، وفي هذا السياق ثمن سعادة جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات، زيارة حضرة صاحب السمو للمشروع، التي تأتي تأكيداً لحرص القيادة الرشيدة لصاحب السمو تجاه رصد التقدم المحرز في مشاريع شركة الرّيل، والتي تستمر في تقدمها بنجاح وخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 في سبيل تحسين مستوى وجودة وسائل المواصلات المقدمة للمجتمع.
وقال سعادة جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات: بفضل القيادة الحكيمة لسيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ومتابعة وإشراف معالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، نالت مشاريع النقل والمواصلات اهتمامًا كبيرًا، وأثمر هذا الاهتمام عن رؤية واضحة نستنير بها في تنفيذ أفضل البرامج التي تخدم الدولة».
وأضاف: «وضعت وزارة المواصلات والاتصالات السياسات والاستراتيجيات التي تساهم في تطوير البنية التحتية لقطاع النقل والمواصلات، وتعزيز الاستفادة من أحدث التقنيات في مشروعات هذا القطاع».
موضحاً أن مشروع مترو الدوحة سيمثل العمود الفقري الرئيسي في خلق نظام متكامل للنقل العام، مدعوماً بمشاريع شركة سكك الحديد القطرية (الرّيل)، ومشاريع الطرق، بهدف تشجيع استخدام وسائل وخدمات النقل العام، مبيناً أن هذه المشاريع ستساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، وستضع البلاد على الخارطة العالمية في مشاريع النقل الكبرى والمتطورة المستدامة.
وأكد أن الإنجازات الملموسة لمشروع مترو الدوحة وقطار النقل الخفيف في مدينة لوسيل، هي ترجمة لاستراتيجية وزارة المواصلات والاتصالات الشمولية لقطاع المواصلات والبنية التحتية التي تخدمه.
ويجسد تصميما كل من مترو الدوحة وترام لوسيل إرث وثقافة المجتمع القطري ويمازجه بالتكنولوجيا الحديثة.
ويعتبر مترو الدوحة أحد أسرع القطارات بدون سائق في العالم كما أنه يعد الأسرع في المنطقة، إذ تصل سرعته إلى 100 كم/الساعة، كما سيضم مترو الدوحة 75 قطاراً يتألف كل منها من 3 عربات، إحداها للدرجة الذهبية والعائلية وأخريين عاديتين. وتتكون الدرجة الذهبية من 16 مقعداً والعائلية من 26 مقعداً، في حين تتكون الدرجتان العاديتان من 88 مقعداً. وقد تم تصميم وبناء مترو الدوحة وفقاً لأعلى المعايير العالمية في الحداثة والابتكار، وتعكس في الوقت نفسه تاريخ دولة قطر وحضارتها. فالشكل الديناميكي الذي تتمتع به عربات قطار مترو الدوحة ما هو إلا رمز للذكاء والسرعة. أما تصميم الواجهة الأمامية للقطار فيكشف عن شكل يتمتع بالقوة والرقي في آنٍ واحد. وقد تمّ تطوير هذا التصميم خصيصاً لمشروع مترو الدوحة، حيث تم استيحاء التصميم الداخلي من نمط التصميم المعماري الذي تتميّز به مدينة الدوحة، جامعاً بين العناصر التقليدية والحديثة.
في حين يستلهم ترام لوسيل، تصميمه من البحر، متمثلاً في صيد اللؤلؤ باستخدام المحمل، مجسداً في شكله الخارجي وألوانه ومستمداً منه عناصر السكون والهدوء والرقي. ويضم ترام لوسيل، الذي تبلغ سرعته 60 كم/الساعة، 28 قطاراً يتألف كل منها من 5 عربات. وتنقسم العربات إلى فئتين، الفئة العائلية والفئة العادية حيث تحتوي الفئة العائلية على 24 مقعداً (16 مقعدا بالإضافة إلى 8 مقاعد مطوية) بينما تحتوي الفئة العادية على 40 مقعداً (32 مقعداً بالإضافة إلى 8 مقاعد مطوية) ليبلغ إجمالي المقاعد 64. وتتضمن كل عربة منطقة لمستخدمي الكراسي المتحركة وشاشات داخلية تعرض تفاصيل عن الرحلة وتستخدم أيضاً في عرض مواد ترفيهية. كما توجد شاشات عرض خارجية في مقدمة الترام وفي الخلف وعلى الجوانب تتيح للركاب معرفة الوجهة القادمة.
من جانبه قال المهندس عبدالله عبد العزيز تركي السبيعي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الرّيل: يشرفنا الترحيب بحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ومعالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، وسعادة جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات والاتصالات في زيارتهم لنماذج محطات وقطارات مترو الدوحة وترام لوسيل، فبفضل القيادة الحكيمة لدولة قطر استطاعت شركة الرّيل أن تقطع أشواطاً كبيرة في الإنجازات، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المبادرات الطموحة والهادفة إلى تحسين وتعزيز ورفع مستوى أدائنا، وتأهيل الشركة لتصبح نموذجاً يحتذى به في الشفافية وتسليم المشاريع. فمشروع مترو الدوحة، سيمثل حجر الأساس الرئيسي في خلق نظام متكامل للنقل العام، مدعوماً بمشاريع شركة الرّيل كقطار النقل الخفيف في مدينة لوسيل، وقطار المسافات الطويلة لنقل الركاب والبضائع، والتي نهدف من خلالها للتشجيع على استخدام وسائل وخدمات النقل العام».
وأضاف السبيعي: «سيكون هذا النموذج فرصة فريدة لكل من يريد التعرف على مشاريع الرَيل عن قرب، حيث سيعيش الزائر تجربة زيارة المحطات والتي سيتم تشغيلها فعلياً في عام 2020، بالإضافة إلى ركوب مجسمات القطارات ومشاهدة مقصوراتها المختلفة، وسننظم في المستقبل القريب زيارات للجمهور للاطلاع على مجسمات القطارات والمحطات».
وأما بالنسبة لتصميم محطـات المترو فيتميز بهويـة خاصـة ويضيف لمسـات محليـة إلـى متــرو الدوحــة، حيث يعتمد التصميم مفهــوم «الفضـاء المقـوس» العصـري، والـذي يعكـس البعـد التراثـي الإقليمي للمنطقة عــن طريــق تداخل الفضــاءات المفتوحــة التــي تحاكــي الخيــام البدويــة التقليديــة. ويتسـم التصميـم أيضـا بأعمـال زخرفيـة يجمـع دورهـا بيـن العنصـر الجمالـي وتشكل في الوقت نفسه قاعدة لأنظمـة الإضاءة الديناميكيـة والتهويـة. وباستخدام العناصــر التقليديــة للفــن المعمــاري الإســلامي والمحلــي سـتكون كل محطـة بمثابـة تجسـيد فريـد للتـراث القطـري وذلك باعتمادها لديكـورات خارجيـة مشابهة للمراكـب الشـراعية وديكـورات داخليـة مستوحاة من شـكل المحارة.
ومن المتوقع إنجاز المرحلة الأولى من مترو الدوحة في عام 2020، حيث من المقرر الانتهاء من بناء 37 محطة تستغرق الرحلة بين المحطات المتجاورة منها قرابة دقيقتين.