الدوحة
اختتمت اليوم فعاليات المنتدى الدولي للنقل الكهربائي والتنقل ذاتي القيادة، الذي استضافته وزارة المواصلات على مدى يومين تحت رعاية سعادة السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات، ونظمته شركة جست اس آند أوتو لخدمات التسويق في مركز قطر الوطني للمؤتمرات (QNCC).
وشهد اليوم الثاني من المنتدى إقامة عدد من الجلسات النقاشية التي شارك بها مسؤولو وزارة المواصلات من خلال تقديم أوراق عمل تمحورت حول هدف المنتدى الرئيسي، واستعراض استراتيجية المركبات ذاتية القيادة وجهود الوزارة في تنفيذها من خلال تبني المستوى الثالث من منظومة القيادة الذاتية والمتطلبات التشريعية والتكنولوجية والبنية التحتية الرقمية المطلوبة لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية في المستقبل القريب، والتي تهدف إلى دعم الابتكار ومواكبة التطور العالمي في قطاع النقل، واعتماد وسائل ونظم نقل ذكية صديقة للبيئة.
بالاضافة الى ذلك، استعرضت الوزارة استراتيجية التحول الشامل والتدريجي لمنظومة حافلات النقل العام إلى حافلات كهربائية بنسبة 100% بحلول عام 2030، المدعومة ببرنامج البنية التحتية للنقل العام، والذي يضم تشغيل 4 مواقف اركن وتنقل في مناطق القصار والوكرة ولوسيل والمدينة التعليمية تتسع لما يزيد عن 1000 موقف للمركبات، وتشغيل 8 محطات للحافلات في كل من منطقة السودان ومدينة لوسيل ومدينة الوكرة والمدينة التعليمية والمنطقة الصناعية ومشيرب والغرافة والخليج الغربي، بالإضافة إلى تشغيل أربعة مستودعات للحافلات في مدينة الوكرة، والمنطقة الصناعية الجديدة، ومدينة الريان، ومدينة لوسيل، وجميع هذه المرافق مجهزة ببنية تحتية كهربائية داعمة لشحن المركبات الكهربائية. وتجدر الإشارة إلى أن مستودع حافلات لوسيل مُسجل بموسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر مُستودع للحافلات الكهربائية في العالم بسعة 478 حافلة، ويمتد على مساحة تبلغ حوالي 400 ألف متر مربع، ويعد أول مستودع حافلات في الشرق الأوسط يعتمد على مصادر الطاقة الشمسية، حيث يتميز باحتوائه على نحو 11 ألف وحدة من الألواح الشمسية تولد طاقة مقدارها من 4 إلى 6 ميجاواط باليوم الواحد لإمداد مباني المستودع بالطاقة اللازمة، بما يتماشى مع أهداف استراتيجية قطر الوطنية للبيئة والتغيّر المُناخي، ويحقق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
من ناحية أخرى، استعرض مسؤولو وزارة المواصلات خلال جلسة "مفاهيم التنقل المستدام"، ضمن أعمال المنتدى، الرؤية والأهداف الاستراتيجية للخطة الشاملة للنقل في دولة قطر 2050، وألقاء الضوء على عناصر الاستدامة ضمن المشاريع المنبثقة من هذه الخطة الاستراتيجية، وتسعى الوزارة من خلال تنفيذ هذه الخطط إلى تحقيق الاستدامة البشرية والمالية والبيئية في مجال النقل البري والتي تعتبر من ركائز رؤية قطر الوطنية 2030. حيث أن الأولوية الحالية ضمن الخطة في مشاريع النقل المستدام هو التوسع في شبكات النقل العام وتطبيق تدابير إدارة الطلب على النقل وتنفيذ مشاريع البنية التحتية للتحول الكهربائي والنقل الذكي والتي أنجزت الوزارة العديد منها خلال السنوات القليلة الماضية وتسعى لاستكمالها خلال السنوات المقبلة، وذلك من خلال برنامج متكامل، بما يضمن خفض استهلاك الطاقة وتحسين فعالية البنية التحتية لشبكات النقل البري وخفض الانبعاثات الضارة.
كما شهد اليوم الثاني من المنتدى إقامة جلسات نقاشية تمحورت حول الجيل الجديد من السكك الحديدية، والجهود التي يبذلها القطاع الخاص في تجارة أسواق النقل الكهربائي، بالإضافة إلى مناقشة أهمية توسيع الفرص الاستثمارية في تطوير إمكانيات النظام الإيكولوجي للتنقل، فضلا عن استعراض أبرز التطورات في مجالات النقل البحري والطيران المدني. وكذلك شهد المنتدى إدخال أول شاحنات صديقة للبيئة في دولة قطر، التي عرضها القطاع الخاص بالمعرض المصاحب لهذا الحدث.
وخلصت الجلسة الختامية للمنتدى إلى ضرورة تعزيز تبادل المعارف والأبحاث والدراسات بين الجهات المعنية وذات الصلة بقطاع النقل الكهربائي والذاتي القيادة، بهدف دعم فرص التعاون فيما بينهم حول مستقبل تشغيل المركبات الكهربائية والمركبات ذاتية القيادة عملياً على أرض الواقع.
وشهد المنتدى تكريم الجهات الراعية، وهم شركة مواصلات (كروة) شريك النقل للمنتدى، وشركة سكك الحديد القطرية (الريل) وشركة مايكروسوفت الراعيين الذهبيين، ومجموعة الجيدة وهيئة المناطق الحرة-قطر الراعيين الفضيين، وشركة آل عبد الغني موتورز، وشركة كيوتيرمنلز، وشركة اوبر وشركة دي اتش أل (DHL) الراعاة البرونزيين للحدث، إلى جانب عدد من الهيئات والشركات والجهات الأخرى التي تمثل القطاعين العام والخاص. ومن المقرر أن يتم غدا اصطحاب الوفود المشاركة في المنتدى للقيام بجولة في مرافق النقل بدولة قطر التي تمتاز بتقنياتها وأنظمتها العالمية الصديقة للبيئة وهما مستودع حافلات لوسيل، وميناء حمد، وذلك للاطلاع على مكونات هذين المشروعين الرائدين.