لدوحة، قطر –
ترأس الوفد الألماني الدكتور جورج ميلانن المسؤول في وزارة الاقتصاد والطاقة في الحكومة الاتحادية الألمانية رفقة نائب السفير الألماني لدى دولة قطر السيد أندرياس بيرغ. كما حضر اللقاء كلاً من السيدة كاثرين ليمكه ممثلة المكتب الألماني للصناعة والتجارة في قطر، والدكتورة ليندا ديلهايس جونتر العضو المنتدب لشركة AHP للتجارة الدولية، بالإضافة الى ممثلين من شركات ألمانية رائدة في مجال تطوير البرمجيات والأمن السيبرانيّ، وإدارة المعلومات، بالإضافة إلى شركات متخصصة في مجال تطوير التقنيات الهندسية، وصناعة الرادارات والمستشعرات الحيوية ومستشعرات الحركة، وذلك إلى جانب الشركات التي تعمل في مجال تصميم المركبات المدرعة وتطوير الأنظمة الذكية لإطفاء الحرائق.
وخلال الزيارة، اطلع الوفد الألماني على الإنجازات التي حققها برنامج تسمو أحد المبادرات الرائدة التابعة لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وعلى المبادرات والفرص الاستثمارية النوعية التي يطرحها البرنامج في سبيل بناء قطر الذكية، حيث تم استعراض سبل تعزيز التعاون في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
كما تم استعراض منصة تسمو التي تمّ إطلاقها مؤخراً، والتي تعد النواة الأساسية لتطوير الحلول الذكية والمبتكرة، وكذلك الناظم لكافة الخدمات عبر القطاعات الخمسة ذات الأولوية التي حددها برنامج تسمو والمتمثلة في قطاعات الرعاية الصحية، والبيئة، والمواصلات، والخدمات اللوجستية، والرياضة. كما تهدف المنصة الى توفير البيانات اللازمة للمطورين لتطوير تطبيقاتهم أو تجربة ابتكاراتهم، ومن ثم تسويقها، وتوفير مكتبة كاملة للمستخدمين تُمكنهم من إيجاد التطبيقات أو التقنيات التي يحتاجونها في مكانٍ واحد.
وبهذه المناسبة، علقت سعادة السيدة ريم المنصوري وكيل الوزارة المساعد لشؤون تنمية المجتمع الرقمي بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على تلك الزيارة قائلة: "سعداء باستضافة الوفد الألمانيّ، وبحث فرص التعاون القائمة بين الشركات في قطر وألمانيا الاتحادية. نعمل دائماً على تعزيز التعاون وتبادل الخبرات مع مختلف الدول، وبناء علاقات متينة وشراكات طويلة الأمد مع الشركات العالمية الرائدة من مختلف القطاعات. هدفنا الأسمى هو تعزيز نمط حياة كافة سكان قطر، والدفع بعجلة مسيرتنا نحو التنوع الاقتصاديّ المستدام من خلال تطوير حلول ذكية تساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030 ".
وأضافت: "نتطلع للاستفادة من كل الخبرات العالمية والمحلية بما يساهم في رسم ملامح قطر الذكية، وتحويلها الى مركز إقليمي لتكنولوجيا المعلومات وتطوير التقنيات المتقدمة. ومتفائلون بنتائج الاجتماع الذي تم مع الوفد الألماني ونتطلع للمزيد من التعاون معهم في القريب العاجل".
ويأتي تنظيم هذه الزيارة ضمن جهود وادي تسمو الرقمي أحد المبادرات الرئيسية التابعة لبرنامج قطر الذكية تسمو، وهو عبارة عن منصة متقدمة ومبتكرة تعمل على الربط والتكامل بين مختلف القطاعات من جهة، بالإضافة الى الوصل بين رواد الأعمال والشركات الناشئة والمستثمرين والأكاديميين والشركات العالمية من جهة أخرى، حيث يهدف الى تعزيز التعاون مع الشركات متعددة الجنسيات وشركات التقنية المتطورة بهدف تقديم حلول ذكية تُسهم في تطوير القطاعات ذات الأولوية في البلاد التي حددها برنامج تسمو.
ويعمل برنامج "تسمو" حالياً على تطوير أكثر من 100 حلّ ذكيّ، تُسهم في معالجة التحديات الرئيسية على المستوى الوطني، وقد شهد عام 2020 و2021 بالفعل إطلاق 3 حلول ذكية في مجالات الرعاية الصحية والبيئة. كما أطلق برنامج تسمو مؤخراً الحزمة الثالثة من مناقصات تنفيذ مشاريع الحلول والبرامج الذكية والتي تشمل تطوير 7 حلول جديدة.
كما اطلع الوفد الألماني على جهود دولة قطر في الأمن السيبراني في عرض قدمته الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، حيث تم عرض العناصر الأساسية في الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، والجهود التي تقوم بها قطاعات الدولة المختلفة في رفع مستوى منظومة الأمن السيبراني. كما تم تسليط الضوء أيضاً على فريق الاستجابة الوطني للحاسب الآلي (كيوسرت) منذ إنشاءه في 2006، والمبادرات التي تم إطلاقها لتبادل الخبرات التقنية وبناء القدرات الوطنية بالإضافة إلى مشاركته في كثير من المنظمات الدولية سعياً إلى مد جسور التعاون ومواكبة أفضل الممارسات العالمية في مجال الأمن السيبراني، وكذلك في مجال خصوصية البيانات الشخصية.
وتحدث ممثلوا الوكالة الوطنية للأمن السيبراني، عن المناورة الوطنية السيبرانية (سلسلة تمارين نجم) والتي تم عقدها لثمان سنوات على التوالي بمشاركة أكثر من 80 جهة وطنية، وأكثر من 500 مشارك، والتي ساهمت في رصد قدرات القطاعات المختلفة واختبار جاهزيتهم للتصدي للهجمات السيبرانية وتطويرها.
من الجدير بالذكر، بأن الوكالة الوطنية للأمن السيبراني قد تم إنشاؤها بموجب القرار الأميري رقم (1) لسنة (2021)، في خطوة لتوحيد الجهود المختلفة من مؤسسات الدولة في هذا المجال.